موقع Technology Library مكتبة التكنولوجيا هو اكبر اوقع لتحميل الكتب العلمية مجانا هو طريقنا نحو جيل من المبدعين

أبحث في مكتبة التكنولوجيا

الخميس، 6 فبراير 2020


ماذا لو فجرنا كل القنابل النووية دُفعة واحدة؟! 💣💥

تخيل معى أننا صنعنا قنبلة نووية واحدة كبيرة تحتوى فى داخلها على كل الأسلحة النووية فى العالم، وقمنا بتفجيرها دُفعة واحدة.

يوجد فى العالم حاليًا قرابة 15000 سلاح نووى، تمتلك روسيا وأمريكا حوالى 7000 منهم، بينما فرنسا والصين وإنجلتر وباكستان والهند وكوريا وفلسطين المُحتلة يمتلكون قرابة 1000 سلاح. والسؤال، ما هو مدى تلك القوة التدميرية؟!

يوجد على كوكبنا قرابة 4500 مدينة، فى كل واحده منهم على الأقل ما متوسطه 100 ألف ساكن، لمحو مدينة كاملة بشكل كلى ستحتاج إلى ثلاثة قنابل نووية. وهذا يعنى أنه يمكن تدمير كل المدن وقتل 3 مليار شخص فى لحظة - نصف البشرية تقريبًا - وسيتبقى قرابة 1500 سلاح نووى.

والآن ماذا لو صنعنا كومة عملاقة مكونة من تلك ال 15 ألف سلاح نووى وضغطنا الزر؟! لنفترض أن تلك الكومة موجودة الآن فى منتصف غابات الأمازون.

إن الرأس النووى الأمريكى لديه قوة 200 ألف طن من المواد المتفجرة. وبهذا المقياس 15 ألف سلاح نووى يُعادل ما مقداره 3 مليار طن من المواد المتفجرة! وفى الحقيقة هذا أكثر من كاٍف لإعادة بناء مدينة عملاقة بالكامل بكل بنايتها وناطحات السحاب باستخدام حزم المتفجرات أو أصابع الديناميت.

وهذا المقدار من الأسلح النووية فى العالم يمكن مقارنته بأقرب قوة تدميرية تشبه، وهو البركان، إن واحد من أخطر الإنفجارات البركانية فى العالم حدث فى عام 1883 على جزيرة كراكاتوا.

كان الإنفجار مُدمرًا لدرجة أن 70% من الجزيرة وبعض الجُزر المجاورة دُمرت بشكل كلى، قاتلًا عشرات الآلاف من السكان وتبعات هذا البركان أثرت فى العالم من أمواج تسونامى إلى حركات عنيفة فى الصفائح التكتونية وخلافه.

وقوتنا النووية تمتلك 15 ضعف تلك القوة المدمرة لبركان كراكاتوا. والآن، نضغط الزر!

فى خلال ثانية واحدة سترى كرة من اللهب بقطر 50 كم. تحول أى شئ فى طريقها إلى بخار بالمعنى الحرفى.
كرة اللهب تلك ستصنع موجة ضغط تسحق كل شئ فى مساحة 3000 كم مربع من الغابة.


كل شئ ينبض بالحياة فى محيط 250 كم سيبدأ بالإحتراق.. العالم بأكمله سيسمع صوت الإنفجار، كما أن موجات الضغط الهائلة الناجمة عن الإنفجار ستتردد حول الأرض عشرات المرات خلال أسابيع قليلة.

ملايين الأطنان من المواد كالصخور المحترقة وخلاف ستُقذف نحو الغلاف الجوى، سحابة الفطر الشهيرة ستصل إلى الطبقات العُليا من الفضاء الخارجى مندفعة نحو الفضاء الخارجى نفسه.

بعد عدة أسابيع وعندما تهدأ الأمور، ستجد مكان الإنفجار فوهة بمحيط 10 كم تقريبًا. موجودة فى مركز أسوء حريق شهدها الكوكب منذ عصر الديناصورات. ستنتشر الحرائق عبر أمريكا الجنوبية ولن تفرق ستحرق الغابات والمدن.

والآن يبدأ الجزء السيئ، أن تلك الأسلحة ستنشر مواد شديدة الإشعاع، وستقتل كل الكائنات الحية بسرعة كبيرة.. وستظل منطقة كبيرة جداً حول غابات الأمازون غير صالحة للسكن لآلاف السنين.

الكثير من الإشعاعات النووية الضارة سيُحمل إلى الغلاف الجوى ليجرى توزيعه فى العالم، وهنا سيتضاعف كمية المواد المشعة فى العالم، بما يكفى أن يصاب 90% من البشر بأمراض سرطانية.

كما أن جزء من تلك الجزيئات المشعة سيظل على حافة الكوكب من الخارج لسنوات طويلة، الأمر الذى سيتسبب فى شتاء، ليس شتاءً عادى، بل نووى. مما سيسبب إنخفاض عالمى فى درجات الحرارة لأعوام قليلة. ولكن على أى حال لن ينقرض الجنس البشرى، وسنتعافى فى السنوات القادمة.

ولكن ماذا لو قمنا بتفجير كمية أكبر من الأسلحة النووية!
لنفترض أننا استخرجنا كل جزء من عنصر اليورانيوم الموجود فى القشرة الأرضية، ويوجد ما يُقدر بحوالى 35 مليون طن من اليورانيوم فى القشرة الأرضية، وسعينا لبناء أكبر عدد ممكن من القنابل النووية على الإطلاق.

وهذا الكم يكفى لإمداد حضارتنا البشرية بالطاقة لأكثر من 2000 عام، أو لبناء ملايين الرؤس النووية. الأمر يعود إلينا!. لو أننا صنعنا بكل اليورانيوم قنابل نووية مثل قنبلة هيروشيما سيصبح لدينا مكعب بحجم 3 كم. هذا المكعب يوجد فيه كمية من الطاقة تساوى طاقة النيزك الذى آباد الديناصورات!.. والآن نضغط الزر مرة ثانية!

فى اللحظة التى يبدأ فيها الإنفجار سنشهد كرة نارية عملاقة تمتد عاليًا فى السماء، قوة كبيرة لدرجة أنها ستبخر الطبقات السفلى لسلاسل الجبال فى لحظة، الأمر الذى سينتج عنه آلاف من الأطنان من الصخور المحترقة ستقذف للغلاف الجوى.

بعض تلك الصخور سيهرب من جاذبية الأرض وقد يتطاير بعضها وصولًا إلى كوكب المريخ، ولكن أغلب تلك الصخور سيعود إلى الأرض مرة ثانية بسبب قوة الجاذبية على شكل حطام، ستشاهد السماء تمطر نيازك كثيرة متسببه فى رفع درجة حرارة الجو المحيط إلى 80 مئوية.

الأمر الذى سيسبب حركات عنيفة فى الصفائح الأرضية،
وزلازل أقوى من أى شئ حدث فى تاريخ الأرض.. وموجات تسونامى بطول مئات الكيلومتر ستخرج للتجول على اليابسة مبيدة كل ما يقابلها.. وبدوره سيتسبب فى قتل معظم الحيوانات الكبيرة فى جميع أنحاء العالم.

وعلى أعتبار أننا فجرنا تلك المجموعة من القنابل فى غابات الأمازون، فإن رياح الأعاصير ستمحو كل الأشجار عن آخرهم، وحرائق تكفى لإلتهاب القارة بالكامل. هذا سينتج كمية من البخار ستحمل فى الغلاف الحوى وتغطى كوكب الأرض، وستمنع تلك السحابة ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض.

وعدم وصول أشعة الشمس إلى الأرض سيتسبب فى خفض درجات الحرارة إلى مستوى الصفر على جميع أنحاء الكوكب. وقد يستمر هذا الشتاء لعقود طويلة، مؤديًا لإبادة وإنقراض كل أنواع المملكة الحيوانية بما فى ذلك البشر بالتأكيد..

رواد محطة الفضاء الدولية سيستمتعون بمنظر مهيب للحظة، عندما يرون كرة مضيئة من النار أقوى من ضياء الشمس، ولكنه فى خلال ثانية غالبًا سيصبحون بداخل الكرة وسيموتون قبل أن يعلموا أنهم ماتوا. وإن كانوا بعيدين فالصخور المتفجرة والمحترقة ستدمر المحطة.

بالنسبة لكوكب الأرض نفسه، فهو لا يهتم على الإطلاق.
لقد نجا من كوارث لا يمكننا تخيلها، وعندما تشكل الكوكب للمرة الأولى كان معتادًا على ضربات تمتلك نفس المقدار من القوة من النيازك.. كما أن كوكب الأرض ليس صغيرًا بل عُمره يُقدر ب 4.6 مليار عام.. ولا بأس فى إنتظار عشرة ملايين أخرى ليتعافى من تلك الضربة النووية.

وربما وقتها ستنمو الحياة من جديد وستزدهر أكثر من ذى قبل وجود الجنس البشرى، ولو أنتشرت الحياة الذكية فى يوٍم من الأيام مثلنا نحن البشر، سيكون بمقدورهم إكتشاف ما حدث، فعندما يدرسون الجيولوجيا سيجدون طبقة عجيبة من الصخور المشعة نوويًا.. سيجدون أيضًا مخلفات صناعتنا، سيكونون مشوشين.. لكنهم حتمًا سيعرفون أن هناك جنس قبلهم تسبب فى هذا الأذى.. وغالبًا ستكون رسالة تحذيرية من جنس آباد نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق